سورة النبأ - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النبأ)


        


{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً}.
أي وقتَ معاشِكم.
{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً}.
أي سبع سموات.
{وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً}.
أي الشمس، جعلناها سراجاً وقَّاداً مشتعلاً.
{وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً}.
{الْمُعْصِرَاتِ} الرياح التي تعْصِرُ السحاب.
{مَآءً ثَجَّاجاً} مطراً صَبَّاباً.
{لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً}.
{حَبّاً} كالحنطة والشعير، {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} بساتين يَلْتَفُّ بعضُها ببعض.
وإذا قد علمتم ذلك فهلاَّ علمتم أنِّي قادرٌ على أَنْ أُعيدَ الخَلْقَ وأُقيمَ القيامة؟
فبعدَ أن عَدَّ عليهم بعضَ وجوهِ إنعامه، وتمكينهم من منافعهم.... قال: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً}.
مضى معناه.
{يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصُّورِ فَتأَْتُونَ أَفْوَاجاً}.
أي في ذلك اليوم تأتون زُمراً وجماعاتٍ.
{وَفُتِحَتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً}.
أي: تَشَقَّقَتْ وانفطرت.
{وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً}.
أي كالسراب.
{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً}.
أي ممراً. ويقال: ذات ارتقابٍ لأهلها.
{لِّلطَّاغِينَ مَئَاباً}.
أي مرجعاً.
{لَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً}.
أي دهوراً، والمعنى مُؤَبَّدين.


{لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً ولا شَرَاباً إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً}.
مضى معناه. ثم يُعَذَّبون بعد ذلك بأنواعٍ أُخَرَ من العذاب.
{جَزَآءً وِفَاقاً}.
أي: جُوزُوا على فرق أعمالهم. ويقال: على وفق ما سَبَقَ به التقديرُ، وجرى به الحكم.
{إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً}.
لا يؤمنون فيرجعون الثواب ويخافون العقاب.
{وَكَذَّبُواْ بِئَايِاتِنَا كِذَّاباً}.
أي: تكذيباً.
{وَكُلَّ شَئ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً}.
يأي: كتبناه كتاباً، وعلمناه عِلْماً.
والمسبِّحُ الزاهدُ تسبيحَه، والمهجورُ البائسُ يحصي أيامَ هجرانه، والذي هو صاحب وصالٍ لا يتفرَّغ من وَصْلِه إلى تذكُّرِ أيامه في العدد، أو الطول والقصر.
والملائكة يُحصون زلاَّت العاصين، ويكتبونها في صحائفهم. والحق سبحانه يقول: {وَكُلَّ شَئ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً} فكما أحصى زَلاَّتٍ العاصين وطاعات المطيعين فكذلك أحْصَى أيامَ هجرانِ المهجورين وَأيَامَ مِحَنِ الممتحَنين، وإِنَّ لهم في ذلك لَسَلْوَةً وَنَفَساً:
ثمانٍ قد مضيْنَ بلا تلاقٍ *** وما في الصبر فَضْلٌ عن ثمانٍ
وكم من أقوامٍ جاوزت أيامُ فترتهم الحدَّ! وأَرْبَتْ أوقاتُ هجرانهم على الحَصْر! قوله جلّ ذكره: {فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِِلاَّ عَذَاباً}.
يا أيها المُنَعَمَّون في الجنة.. افرحوا وتمتعوا فلن نزيدكم إلا ثواباً.
أيها الكافرون.. احترقوا في النار.. ولن نزيدكم إلا عذاباً.
ويا أيها المطيعون.. افرحوا وارتعوا فلن نزيدكم إلا فَضْلاً على فَضْل.
يا أيها المساكين.. ابكوا واجزعوا فلن نزيدَكم إلاَّ عَزْلاً على عَزْل.
قوله جلّ ذكره: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً}.
مُسَلَّمٌ للمتقين ما وعدناهم به.. فهنيئاً لهم ما أَعددنا لهم من الفوزِ بالبُغْية. والظّفَرِ بالسُّؤَالِ والمُنْيَة: من حدائق وأَعنابٍ، ومن كواعبَ أَترابٍ وغير ذلك.
فيا أيها المُهَيَّمون المتَيَّمون هنيئاً لكم ما أنتم فيه اليومَ في سبيل مولاكم من تجرُّدِ وفقر، وما كلَّفَكم به من توكل وصبر، وما تجرعتم من صَدٍّ وهجر.
أحرى الملابسِ ما تَلْقَى الحبيبَ به *** يومَ التزاورِ في الثوب الذي خَلَعا
قوله: {لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا} آذانُهم مصونةٌ عن سماع الأغيار، وأبصارهم محمفوظةٌ عن ملاحظة الرسوم والآثار.


{لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً ولا شَرَاباً إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً}.
مضى معناه. ثم يُعَذَّبون بعد ذلك بأنواعٍ أُخَرَ من العذاب.
{جَزَآءً وِفَاقاً}.
أي: جُوزُوا على فرق أعمالهم. ويقال: على وفق ما سَبَقَ به التقديرُ، وجرى به الحكم.
{إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً}.
لا يؤمنون فيرجعون الثواب ويخافون العقاب.
{وَكَذَّبُواْ بِئَايِاتِنَا كِذَّاباً}.
أي: تكذيباً.
{وَكُلَّ شَئ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً}.
يأي: كتبناه كتاباً، وعلمناه عِلْماً.
والمسبِّحُ الزاهدُ تسبيحَه، والمهجورُ البائسُ يحصي أيامَ هجرانه، والذي هو صاحب وصالٍ لا يتفرَّغ من وَصْلِه إلى تذكُّرِ أيامه في العدد، أو الطول والقصر.
والملائكة يُحصون زلاَّت العاصين، ويكتبونها في صحائفهم. والحق سبحانه يقول: {وَكُلَّ شَئ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً} فكما أحصى زَلاَّتٍ العاصين وطاعات المطيعين فكذلك أحْصَى أيامَ هجرانِ المهجورين وَأيَامَ مِحَنِ الممتحَنين، وإِنَّ لهم في ذلك لَسَلْوَةً وَنَفَساً:
ثمانٍ قد مضيْنَ بلا تلاقٍ *** وما في الصبر فَضْلٌ عن ثمانٍ
وكم من أقوامٍ جاوزت أيامُ فترتهم الحدَّ! وأَرْبَتْ أوقاتُ هجرانهم على الحَصْر! قوله جلّ ذكره: {فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِِلاَّ عَذَاباً}.
يا أيها المُنَعَمَّون في الجنة.. افرحوا وتمتعوا فلن نزيدكم إلا ثواباً.
أيها الكافرون.. احترقوا في النار.. ولن نزيدكم إلا عذاباً.
ويا أيها المطيعون.. افرحوا وارتعوا فلن نزيدكم إلا فَضْلاً على فَضْل.
يا أيها المساكين.. ابكوا واجزعوا فلن نزيدَكم إلاَّ عَزْلاً على عَزْل.
قوله جلّ ذكره: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً}.
مُسَلَّمٌ للمتقين ما وعدناهم به.. فهنيئاً لهم ما أَعددنا لهم من الفوزِ بالبُغْية. والظّفَرِ بالسُّؤَالِ والمُنْيَة: من حدائق وأَعنابٍ، ومن كواعبَ أَترابٍ وغير ذلك.
فيا أيها المُهَيَّمون المتَيَّمون هنيئاً لكم ما أنتم فيه اليومَ في سبيل مولاكم من تجرُّدِ وفقر، وما كلَّفَكم به من توكل وصبر، وما تجرعتم من صَدٍّ وهجر.
أحرى الملابسِ ما تَلْقَى الحبيبَ به *** يومَ التزاورِ في الثوب الذي خَلَعا
قوله: {لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا} آذانُهم مصونةٌ عن سماع الأغيار، وأبصارهم محمفوظةٌ عن ملاحظة الرسوم والآثار.

1 | 2 | 3